عملت بتدريس مادة اللغة العربية منذ تخرجي في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان يسوءني كل الإساءة نظرة كثير من الطلاب إليها على أنه لا فائدة من دراستها، وأن دراسة أي لغة أخرى أحق من دراسة اللغة العربية والنحو العربي الذي هو - على حد مفهومهم - كثير التعقيدات، فلا حاجة لهم به في حاضرهم ومستقبلهم!.. ولعل الطلاب معذورون في ذلك، إذ لم يجدوا من يحببهم في لغتهم التي هي ليست فقط لها من القدسية ما لها، وإنما لأنها أيضاً كيانهم الذي بدونه لن تستقر لهم هوية، ويصبحون كالمعلقين، ليسوا إلى هؤلاء وليسوا إلى هؤلاء. 
كان أمر هؤلاء الطلاب الكارهين للغة العربية وعلومها يؤرقني كل الأرق، ويحزنني كل الحزن. وما زلت مهموما بذلك الأمر، حتى فتح الله على بفكرة كتابة النحو العربي في أسلوب جديد مبسط، وبصورة جديدة، متخذاً الأشكال التوضيحية التي تبين كثيرا من التفريعات والتقسيمات.. فراق ذلك تلاميذي.. وعندئذٍ فقط راودتني فكرة الطباعة ليكون الكتاب بين أيدي أكبر عدد ممكن من دارسي اللغة العربية.. راجياً - إن كنت وفقت - إرضاء الله عز وجل، متمنيا خدمة أبناء اللغة العربية، وحريصا على أن يكون هذا الكتاب - بقدر المستطاع - حفاظاً على اللغة العربية، ودفاعاً عنها ضد من يتهمونها بالصعوبة والتعقيد، وفي النهاية محبباً لأبنائها فيها.