قنديل والمخزنجي والقرملاوي.. 3 من المجموعات القصصية الصادرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 - مدونة - مكتبات الشروق
قنديل والمخزنجي والقرملاوي.. 3 من المجموعات القصصية الصادرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
الإثنين 26 يوليه 2021

القصة القصيرة فن له خصوصيته في عالم الكتابة الأدبية، وله متعة خاصة عند القراء المغرمين بهذا الفن. في هذا الموضوع نرشح لقارئ مدونة الشروق ثلاثة من أهم المجموعات القصصية التي صدرت مؤخرًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، لمجموعة من أهم الكتاب على الساحة الأدبية:

نصوص قصصية جديدة للدكتور محمد المخزنجي، الذي يبدو كثيرًا وكأنه يبتعد منفصلًا عن هذا الفنِّ الأدبي ليتصل بعوالم أخرى عبر الكتابة، لنكتشف بعد ذلك أنه لم يبتعد إلا ليقترب أكثر من حبِّه الأول: فنِّ القصة، فيذهب بهذا الفن إلى أصقاع غير مألوفة، خاصة في تلك القارة المجهولة التي ندعوها: النفس البشرية.
من المجموعة:
"هَرِمت أغنيته الوحيدة، وآذنت بالذبول والتلاشي، فلم يُسلِّم بذلك، جعل المحبوبة الغائبة تحيا ولها بيتٌ قريبٌ تسكنه، وهذا البيت يدعوه للدخول. وكان بيت الوهم سيتقوَّض حتمًا مع أول لمسة لأصغر اختبار واقعي. سواء بمحاولة دخوله، أو بعائق يؤجِّل هذا الدخول، أو بحقيقة تنسف بنيانه الوهمي كلّه. كان "قصب" في تفاقم توهماته ميِّتًا ميِّتًا، وساقت له الأقدار مَنْ تؤجِّل له بؤس النهاية شهرًا ونصفًا بإيجاد المحبوب وإن كان على سفر. ربع قرن متواصل من الحب المطلق زادته "هي" شهرًا ونصفًا. إنه الحبّ حتى مطلق الحياة، أو حسم الموت، والذي لا يقوى عليه غير المجانين".

 إنه ليس عشاءً عاديًّا، موعد أوّل بين شاب خجول وفتاة مقتحمة، لا ينتهي كأي موعد غرامي، ولكن يتحول إلى تجربة غريبة تقع على الحد الفاصل بين الواقع والكابوس. هي واحدة من حكايات كثيرة يحتويها هذا الكتاب، كل واحدة منها تجربة مختلفة في الكتابة وفي درجة الإحساس بالواقع وما فيه من ألم إنساني، هناك لحظات من العشق الحزين ومن الفرح بالحياة، وهناك شعور بالحنين وافتقاد الأحباب.
لا تكفّ القصص عن التجوُّل في المكان، من أقصى القرى في صعيد مصر حيث يختبئ المطالبون بالثأر، إلى قلب آسيا حيث تمارس طقوس بالغة القسوة لتنشيط القوى الجنسية، والتجوُّل عبر الزمان حيث تتواصل الأحداث من مصر الفرعونية، إلى مخاوف الواقع المعاصر، وتتشارك كل القصص في أسلوب سردي، تتجلى فيها نصاعة اللغة وسحر الكلمات، يُقدِّمها كاتب يمتلك واحدًا من أعذب الأساليب في السرد العربي.

يقول الدكتور محمد المخزنجي عن هذه المجموعة القصصية:
"مثل غدير صافٍ، تتهادى مياهه بوداعة أو تندفع بعنف، يظل صفاؤه يكشف عن الأعماق بروعة، هذا ما يتبادر إلى خاطري فور أن أذكر الحالة الإبداعية التي يشكلها الكاتب الجميل أحمد القرملاوي، وهي حالة استثنائية بذاتها وبإبداعها، فهو من الكتّاب النادرين الذين يجيدون كتابة القصة كما كتابة الرواية، بالشروط والتجليات الخاصة بكل منهما. لقد قرأت هذه القصص البديعة المتقنة بإعجاب وحب وكثير من التأثر، منها ما ذبحني بشعاع من نور، ومنها ما انتزع من صدري تنهدات الأسى، ومنها ما مس وتر الغضب، لكن سمتها المشترك، كان تلك الشفافية، ورهافة البوح، ونقاء الروح، وهو سمت الكاتب نفسه، كإنسان".

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024