جنازة زعيم في عهد زعيم آخر - مدونة - مكتبات الشروق
جنازة زعيم في عهد زعيم آخر
الجمعة 4 يونيو 2021

يصف نجيب محفوظ جنازة الزعيم مصطفى النحاس، في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، فيقول:
"وارتفع صوت في الراديو ينعي أثرًا من آثار الماضي، جَهِلَهُ الجيل الجديد، وعرفته قلة كرمز للخيانة. نعى الراديو مصطفى النحاس...
كانت الجنازة انفجارًا بركانيًا غير مسبوق بإنذار. شاهدها "محمد" من شرفة المكتب بشارع "صبري أبو علم" فذهل ولم يصدق عينيه. وتساءل:
ــ كيف حصلت هذه الأسطورة؟!
أي طوفان من جموع بلا نهاية؟ أي هتافات تتطاير بشواظ القلوب؟ أي دموع تترقرق في الأعين؟ أي حزن يغشى الشيوخ والشباب؟ أجل، والشباب أيضًا؟ وتساءل محمد:
- من أين جاء هؤلاء الشبان؟
كيف فرضت هذه الزعامة نفسها على القلوب ساعة الوداع بعد أن توارت عن السمع والبصر وغطتها أيدي الرقباء برداء النسيان. أمازال للوفد مريدون بهذا العدد؟ هل انضم إليهم كل محب للحرية ومحروم منها؟! اضطربت الجموع في أسى عميق حميم شامل وكأنما تنعي الدنيا والأمل الوحيد.

من رواية "الباقي من الزمن ساعة"

لطلب الرواية:

«لا يعلو صوت على النفاق، هذه هي مأساتنا».

أسرة مترابطة مكوَّنة من الأب حامد برهان وزوجته سنية المهدي وأولادهما: كوثر ومحمد ومنيرة. تخوض غمار تقلبات المجتمع المصري بدءًا من عام 1936 وحتى نهاية عصر الرئيس السادات، فماذا ستفعل بهم وفاة كبير العائلة؟ وهل ستنهار الأسرة أمام تورُّط أحد أفرادها في جريمة وسقوط آخر في إفلاس، أم ستنجح محاولات الجَدَّة لجمعهم مرة أخرى لتنقذ ما تبقى من العائلة؟

«الصواب يتوارى عند احتدام الخصام، ولكنه لا يفنى أبدًا».

والباقي من الزمن ساعة رواية صدرت طبعتها الأولى عام 1982، عن بيت يشتاق للتجديد، ووطن كذلك، وبينما يتحرَّك الضباط للتغيير يتساءل الأب الوفدي: «هل بعد ثورة 1919 ثورة؟».

«أمل مجهول خير من يأس راهن».

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024