مدينة الرب.. 10 روايات وكتب ستأتي بالإسكندرية بين يديك - مدونة - مكتبات الشروق
مدينة الرب.. 10 روايات وكتب ستأتي بالإسكندرية بين يديك
الجمعة 6 أغسطس 2021

«الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع». هكذا يفتتح نجيب محفوظ روايته "ميرامار" التي تدور أحداثها في الإسكندرية.. المدينة التي خلبت لب الكُتَّاب على مر السنين وخلدوها في أعمالهم. في هذا الموضوع نرشح لقارئ مدونة الشروق 10 أعمال عن الإسكندرية.. تجمع بين أحدث الإصدارات والكلاسيكيات.. ستأتي بالإسكندرية بين يديك..

رواية عن السِّيْر والذاكرة. «السَّيْر» في ثنايا الإسكندرية، للراوي، ولمجموعة من الشباب العشريني، لحظة التحوُّل العنيفة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؛ بحثًا عن خلاص صعب. السير في الشوارع، الميادين، المقاهي، المطاعم، الأسواق الشعبية، معارض الفن، تجمعات الفنانين، معامل تحميض النيجاتيف وطباعة الصور، مقابر الماضي والحاضر، السينمات، الحمَّامات الشعبية، البارات، المتاحف، محالّ بيع الأسطوانات، الروايات، ألبومات الصور، والرسائل. "تنقيب" في ذاكرة المدينة وأبطال روايتها بدون أي رغبة في الوصول إلى بداية خيط أو نهايته. فالخيوط كانت مقطوعة بسبب عنف لحظة التحول.
شكلت خطوط السير المتقاطعة، لأبطالها، مسارات متشابكة، تشبه المتاهة، بلا بداية ولا نهاية. تحوَّلت المدينة، في نظر الراوي، إلى قطعة نسيج عتيقة، تتناثر عليها بقع من الصدأ. كل بقعة تخفي تحتها مصائر وحيوات تلاقت، ثم تفرَّقت، كساها مرور الزمن اللون الأصفر. رواية تسعى للتنقيب في «متاهة الزمن»


 "ليست هذه النصوص سيرة ذاتية. ولا شيئًا قريبًا منها. ففيها من شطح الخيال ومن صَنعَةِ الفَنِّ ما يشطُّ بها كثيرًا عن ذلك.
فيها أوهام – أحداث ورؤى – شخوص ونُويَّات من الوقائع هي أحلام وسحابات من الذكريات التي كان ينبغي أن تقع . ولكنها لم تحدث أبدًا. لعلها أن تكون صيرورةً لا سيرة. وليست فقط ذاتيَّة.
هي وَجد وفقدان بالمدينة الرخامية البيضاء- الزرقاء التي ينسجها القلب باستمرار ويطفو دائمًا على وجهها المُزبِدُ المُضيء.
إسكندرية يا إسكندرية. أنتِ لستِ- فقط- لؤلؤة العُمرِ الصُّلبة في محارتها غير المفضوضة.
مع ذلك – أنشودتي إليكِ ليست إلَّا غَمغَمَة وهَينَمَة" 

 بنات إسكندرية متعددات، وفردانية، بلا نظير. من أنت؟ ألم ألتق وجهاً لوجه، لكني أعرفك معرفة الحميم للحميم، ليس بعدها معرفة.
حوريات الذكر والتخاييل، مائلات أبداً عن أجساد وأرواح مندثرة، تهاويم سحيقة القدم، احتشد بها الصبا والشباب، والكهولة، متخطرات حتى الآن في أحلامي، بحياة أكثر جسدانية من أية امرأة.
بنات إسكندرية، وبحر إسكندرية-غوايات قائمة لا تنتهي ومحبات لا تبيد.
مهما كانت كثيرة فهي واحدة، مهما كانت عارضة خاطفة فهي أبدية. كيف أقاومها

 لا أحد ينام فى الإسكندرية هى الجزء الأول من ثلاثية الاسكندرية للروائى الكبير ابراهيم عبد المجيد. تلك الثلاثية التى تؤرخ لبطلتها الأهم ، ذاتها، عبر نقاط التحول العظيمة التى شكلت تاريخها المعاصر، وأولى هذه النقاط هى الحرب العالمية الثانية. والأعمال الثلاثة تشكل ثلاثية عن المدينة في تجليات مختلفة، لذلك يمكن قراءتها متتابعة، يمكن أيضًا قراءة كل رواية مستقلة عن الأخرى.


 «طيور العنبر» هي الجزء الثاني من "ثلاثية الإسكندرية" للروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد.  تتناول الرواية الإسكندرية غداة إعلان تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وخروج الأجانب بالآلاف، وما أحدثه هذا التغيير المفاجئ في التحول شبه الكامل لهذه المدينة الكوزموبوليتانية التي كان يعيش فيها المصريون واليونانيون والإيطاليون والفرنسيون والإنجليز واليهود وغيرهم في تجانس وسلام تام.
 إبراهيم عبد المجيد يرصد لحظة تحول كبرى لا رجعة فيها لواحدة من أعظم مدن الشرق، فيها لا يكتب عن الجغرافيا أو التاريخ ولكنه يكشف روح المكان، روح الإسكندرية، روح التحرر وعدم الاستقرار والنزق وروح الحزن والجنون.

رواية «الإسكندرية في غيمة» هي الجزء الثالث من ثلاثية الإسكندرية لإبراهيم عبد المجيد، والأعمال الثلاثة تشكل ثلاثية عن المدينة في تجليات مختلفة، لذلك يمكن قراءتها متتابعة، يمكن أيضاً قراءة كل رواية مستقلة عن الأخرى. وهذه الرواية عن المدينة في سبعينيات القرن الماضي، وكيف ظهرت في المدينة موجة جديدة من الفكر المتطرف دينياً تحالف مع النظام السياسي، لتتخلى المدينة عن روحها المصرية وتتغير فيها الأمكنة وعادات الناس؛ ويتراجع فيها التسامح وتودع روحها المصرية وما بقي من روحها الكوزموبوليتانية.

في بنسيون ميرامار بجوار محطة الرمل بالإسكندرية تلتقي مجموعة شخصيات متنافرة؛ "عامر وجدي" صحفي عجوز متقاعد جاء لـ"ميرامار" ليقضي ما تبقَّى له من العمر في سكينة، و"طلبة مرزوق" صادر ضباط 23 يولية أمواله ووضعوها تحت الحراسة، و"حسني علام" يعاني صدمة رفضه زوجًا، و"منصور باهي" شيوعي خائف من الاعتقال، و"سرحان البحيري" يسعى لحبٍّ حقيقي، وفي وسط كل هؤلاء "زهرة" الهاربة من زواجها قهريًّا، فماذا ينتظرهم في البنسيون؟ ورواية ميرمار صدرت طبعتها الأولى سنة 1967، راصدة حال الناس في مصر بعد صدور قرارات يولية الاشتراكية سنة 1961، من خلال أربع شخصيات من سكان البنسيون عبر أربع وجهات نظر؛ لتصل أنت إلى وجهة نظرك. وقد استلهمت السينما من رواية "ميرامار" فيلمًا حمل نفس الاسم، أخرجه كمال الشيخ عام 1969، وقام ببطولته: شادية ويوسف وهبي ويوسف شعبان وعماد حمدي.

عندما تُنطق أمامي كلمة « ذاكرة» أتحسس رأسي بحنان، أتخيل هذا المكان الصغير الذي يحوي كل هذه الذكريات والمذاقات والأحاسيس، هذا المكان المهدد دائمًا بالنسيان، أو المرض، ولكنه سيظل مكان التأويل المستمر للحياة، برغم هشاشته. وخارج تلك الأوضاع الطارئة كالمرض أو الدكتاتورية، واللذيْن يهددان الذاكرة، بالتأكيد ستكون لهذه الذاكرة قوة أكبر في التأثير والتبادل، فنحن حتى الآن لم نرَ ذاكرتنا خارج لحظة التهديد المستمرة. أشعر أنني بكتابتي هذا الكتاب، أقوم بالفكرة نفسها، ليكون هو الذاكرة البديلة للمدينة كما عرفتها وعشت فيها لتاريخ نوعي، ستُقتص منه أجزاء وفترات، لا لشيء سوى إرادة النسيان.

" لا أود أن أعتذر من كل من يمر هنا. هذه صفحتي الخاصة وإن كانت لا تتضمن الهم العام، فهذا لأن له أماكن كثيرة وليس لهمي الخاص مكان غير هنا. أما من يعرفونني ولأسباب متعددة يتألمون لما أكتب فعذراً أيضاً، لقد عرفتموني رغم إرادتي، وليس لأني أفصحت عن نفسي. فلتتحملوا إذ آرائي الحقيقية في كل ما يجري وفي كل ما سببتموه لي .."

رواية «جوستين »هي الجزء الأول من «رباعية الإسكندرية » التي كتبها « لورانس داريل» عن الإسكندرية، وهي تحكي قصة امرأة تعيش في حمأة خطيئة لا تزهدها... إنها تتذوق كل ما تراه عيناها، لكنها أبداً لا ترتوي، فهي تنهل من ماء ملح آسن يزيد من لهيب ظمئها. وإذا كانت جوستين هي المحور الرئيسي للرواية، فإن هناك محاور ثانوية عديدة: هناك "نسيم" الزوج الغافل، المنتقم دون أن يصل إلى مبتغاه « وبلتازار» فيلسوف الخطيئة والشذوذ، و"كليا" التي تعشق جوستين وتهتم بها. « وكابود يستريا» الثعبان الناعم العابث، و"سكوبي" الإنجليزي الطاعن في السن الذي عينته الحكومة المصرية حينذاك كرماً منها وزلفى كمسؤول عن مكافحة الرذيلة، فبلغت الرذيلة في عهده حداً هائلاً غدا بعده من الضروري ترقيته ونقله، و"ميليسا" المومس الفاضلة، وأكثر المجموعة شرفاً ونقاء، وتتجمع كل تلك المحاور في حبكة رائعة وبأسلوب شعري لتعطينا صورة عن الحياة التي كان يعيشها في الإسكندرية قطاع من الأجانب ومن ارتبط بهم، إنها حياة تغطي سطحها الخضرة المزدهرة بينما تحور أعماقها بالعفن والعطن.

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024