حكاية سناء جميل مع طه حسين.. ماذا قال عميد الأدب العربي عندما حضر لها مسرحية في بداية مشوارها؟ - مدونة - مكتبات الشروق
حكاية سناء جميل مع طه حسين.. ماذا قال عميد الأدب العربي عندما حضر لها مسرحية في بداية مشوارها؟
الأربعاء 18 أغسطس 2021

في كتابها الصادر حديثًا "حكاية سناء" تحكي روجينا بسالي عن ليلة جمعت بين عميد الأدب العربي طه حسين والفنانة سناء جميل في شبابها.. تقول:

في ليلة من ليالي عرض مسرحية "زواج الحلاق" وقفت سناء في الكواليس تشاهد الجمهور الذي ملأ صالة المسرح، هناك حركة غريبة في الصفوف الأولى، يزداد الترحيب بأحد الأشخاص، ترتبك أكثر حركة المضيفين، فتسمع فجأة عن وجود عميد الأدب العربي "طه حسين"! قد أتى خصيصًا ليحضر العرض! يا فرحة ما تَمَّتْ إذ لم يعرفها، وهذا يعني أنه لا يهتم بها أو يشعر بوجودها في العرض، رُفِع الستار وأدى كلٌ دورَهُ على أكمل وجه ككل ليالي عرض المسرحية.. أسدل الستار، وعادت سناء لمنزلها نسِيَتْ ما رأته في الكواليس، ونسيت الحضور والضيوف، ومر اليوم التالي على هذا النحو، في صباح اليوم الثالث جلست سناء تتصفح الجرائد كعادتها اليومية، وإذا بعينها تدلها على مقالٍ مطول لطه حسين عن "زواج الحلاق"، راحت تبحث بلهفة عن أي شئ يخصها حتى وإن كان كلمة واحدة.. ولتكن ذِكرَ اسمها فقط، لترى المفاجأة.. فبدلًا من الكلمة التي تمنتها راضية يخُصُّها "حسين" بفقرة كاملة عن دورها: "حضرتُ مسرحية "زواج فيجارو" في باريس وحضرتها في مصر، ولست أدري إن كانت من تمثل دور (سوزان) سيدة أم آنسة.. لكنها أجادت على نظيرتها الفرنسية وكانت عظيمة لدرجة جعلتني كأنني أشاهد المسرحية من خلال إحساسها.. فليس لأحد على تمثيلها سبيل".
طارت سناء من الفرح، اعتبرت كلمات طه حسين عنها وثيقة عبور لعالم التمثيل والمسرح، علامةً تؤكد وجودها على الطريق الصحيح، اعتراف جديد بها وبموهبتها وتثبيتٌ لقدميها. فكان طه حسين أول من كتب عن سناء في الجرائد وأول من لفت نظر الآخرين من النقاد والكُتَّاب إلى موهبتها وإجادتها على خشبة المسرح.

لطلب الكتاب:

خلف قصة النجاح العظيمة التي حققتها سناء جميل تحد كبير وصمود، إرادة وتصميم لتطويع عقبات كثيرة، قصة طويلة وحكايات مثيرة كونت نموذجًا أصيلًا لا يشبه أحدًا، لم يخلف سوى إعجاب مختلط بالدهشة، وحتى تكتمل الصورة لابد أن تُروى الحكاية من البداية.

هنا رحلة كبيرة قطعتها المخرجة روجينا بسالي في البحث والتمحيص عن أدق التفاصيل  التي تخص الفنانة الجميلة سناء جميل، ساعات وساعات بين دار الكتب والأرشيف الصحفي والمواد الفيلمية، جمعت لنا بين دفتي هذا الكتاب سيرة نادرة من أروع ما يكون، كانت بطلتها ثريا يوسف عطا الله أو سناء جميل، بدأته بتحدٍ كبير، وعناد لم يكن له مثيل، وانتهت بنموذج صادق حتى النخاع وصل إلى قلوب الملايين. كيف كانت بدايتها  مفارقة بحريق القاهرة؟!، وكيف سارت بين العقابات! وأيضا كيف انتهت؟ هذا ما يجيب عنه  الكتاب.

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024