الإثنين 20 سبتمبر 2021
يقول أحمد خالد توفيق في كتابه "اللغز وراء السطور": "لكني من حين لآخر أعود لـ«يوسف إدريس، ومحفوظ، وتشيكوف، ودستويفسكي، وسومرست موم، وديكنز، ويحيى حقي، وصلاح عبد الصبور، وأمل دنقل»، لأسترجع تلك الجذوة المقدسة، ولأعرف معالم الطريق الذي يوشك على أن يضيع، بنفس المنطق الذي تبحث به عن العلامات البيضاء في وسط الطريق لتتقي «الشبورة»."
بهذا المنطق نعود دائمًا إلى كلاسيكيات الأدب ونعيد قرائتها مرارًا.. ونكتشفها في كل مرة من جديد. في هذا الموضوع نرشح لقارئ مدونة الشروق عددًا من كلاسيكيات الأدب العالمي التي صدرت مؤخرًا في طبعات جديدة.
فاز كامو بجائزة نوبل عن روايته «الطاعون». وتدور الرواية مثل أعماله الأخرى في مدينة "وهران".. وليس في الجزائر العاصمة. وليست وهران شيئاً سوى «غبار وقيظ وحصى». وفي أي حال عندما ينتهي الطاعون الذي حل بالمدينة، أو يبدو أنه انتهى يعلن بطل كامو، الطبيب ريو، أن هذه ليست «حكاية انتصار نهائي على الإرهاب وهجماته التي لا تتوقف»، لأن الدكتور ريو كان «يعرف ما لا تعرفه هذه الجماهير المبتهجة، والتي كان في إمكانها أن تتعلم ذلك من الكتب، وهو أن جرثومة الطاعون لا تموت أو تختفي إلى الأبد، وإنما تنام لتظهر من جديد».
أخيرًا تظهر إلى النور الترجمة العربية الأولى عن الروسية مباشرة لرواية تشيخوف الأكبر حجمًا: "جريمة في حفلة صيد". نُشِرت الرواية في عام 1884، وموضوع الرواية عن جريمة غامضة وعلاقات متشابكة تفصح عن مفاجآت عديدة ومعقدة. تورطنا رحلة الكشف عن الجاني في شبكة من الكراهية والشهوة والخداع.
استغل تشيخوف الشكل البوليسي والحبكات الرائجة في ذلك الوقت ليقدم لنا عملًا رائعًا يكشف عن حجم موهبته الأدبية في مرحلة مبكرة، وبدلًا من أن يجد القارئ نفسه أمام قصة بوليسية سهلة ومسلية، وجد نفسه أمام موهبة مبهرة تعرف طريقها إلى رسم أعماق الشخصية الروسية والإنسانية عمومًا.
"جريمة في حفلة صيد" هي المفتاح الأهم لفهم براعة تشيخوف وموهبته الأدبية اللافتة، وهي بذرة رواياته القصيرة الشهيرة التي ستظهر لاحقًا.
حرب العوالم، آلة الزمن، جزيرة "الدكتور مورو" وغيرهم من الروايات، درر في سماء أدب الخيال العلمي العالمي وعلى رأس أشهر روايات هذا المجال الذي يقرأه الملايين بشغف. لكن مما يميز أعمال الأدب الروحي للخيال العلمي "هربرت جورج ويلز" أن رواياته يقبل عليها الجميع وليس عشاق الخيال العلمى فحسب، فرواياته كذلك روايات مغامرة مشوقة ترتفع بالخيال إلى آفاق جديدة لم يعرفها الأدب من قبله.
هذه هي الرواية التي قرأتها فيكتوريا ملكة بريطانيا وقالت عنها إنها "مثيرة جدًا للأهتمام ومكتوبة بذكاء" وكيف لا تقول هذا وهي رواية كتبها تشارلز ديكنز الذي يعد أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري بإجماع النقاد وأحد أعظم كتاب اللغة الإنجليزية على مر العصور بإجماع النقاد والقراء معا. وبسبب شعبية روايات ديكنز لم تتوقف طبعاتها أبدًا في كل لغات العالم حتى اليوم.
ترى ما الذي يجب على جد، متحمس للحياة، فعله حتى يؤمن لحفيدته، المراهقة الجميلة، مستقبلًا مشرقًا مختلفًا تمامًا عن حياة والديها الراحلين؟ خاصة أنه وحفيدته لا يملكان من الدنيا إلا المتجر القديم؟ سوف يتعجب القارئ من المغامرات التي سيتم خوضها في هذه الرواية الفذة الشيقة.
يستمر أدب الرسائل لونًا أدبيًا مميزًا وفريدًا يجذب القراء في كل عصر، وحين يتعلق الأمر بإرنست هيمنجواي سيكون الانجذاب أكبر وأكبر.
في هذه الرسائل يقترب القارىء من هيمنجواي الحفيد، الابن والأخ، الزوج والأب. هيمنجواي الصحفي، سائق عربة الإسعاف في الصليب الأحمر الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الأولى في إيطاليا، الكاتب المبتدىء، المولع بصيد الأسماك والطيور والحيوانات، المولع بالملاكمة ومصارعة الثيران وعاشق القطط. هيمنجواي دائم التنقل، والصديق الذي يتنوع أصدقاؤه بقدر تنوع اهتماماته وتنوع أماكن ترحاله. هيمنجواي الجندي المحارب الذي لا يهاب الموت، والباريسي المرفه أحد ممثلي الجيل الضائع. هيمنجواي الكاتب الكبير الذي ذاق طعم الشهرة والنجاح الباهر وواصل الطريق حتي جائزة نوبل للأدب... كل الوجوه ووجوه أخرى لهيمنجواي تظهر واضحة من خلال رسائله.
بالإضافة إلى شهرة أنطون تشيخوف الواسعة في مجال القصة القصيرة، فإنه يعتبر أحد عباقرة الرواية القصيرة كذلك. يعد هذا العمل إحدى درر أنطون تشيخوف عن حق.بدأ تشيخوف العمل على هذه الرواية في فبراير 1896 وأنهاها في يوليو من العام نفسه. ويظهر في العمل تأثر تشيخوف الشديد واهتمامه بفلسفة تولستوي، كما أنه يضم بعض المواد المستقاة من حياة تشيخوف الحقيقية، والأهم من كل ذلك أن العمل يكشف عن مقدرة تشيخوف الرهيبة في تحليل شخصياته ونفاذه إلى أعماقها السحيقة.يتركز العمل بشكل أساسي على كفاح شاب يترعرع في وسط مجتمع مزيف وما يبذله من محاولات كي يحافظ على مثاليته وسط عالم فاسد، وما يترتب على ذلك من شعور بالوحدة وحرب مروعة.