دراما المخابرات وقضايا الهوية

تروى دراما المخابرات أحداثُا واقعية لأبطال مصريين وطنيين ضحوا في سبيل وطنهم في اتجاه مماثل لا يقل عن دور الجندي في أرض المعركة، فكان سبيلهم لجمع المعلومات وتوفير البيانات الخاصة بالعدو، والتي تساعد الجانب المصري في اتخاذ القرارات السليمة ووضع الاستراتيجيات، الدقيقة لمواجهة هذا العدو.. وأخذ ذلك أشكالًا عديدة من عمليات زرع داخل إسرائيل، وعمليات تجنيد لعملاء، وذلك بالإضافة إلى الدفاع الجماعي لمحاربة العدو، وقدم كذلك الوجه الثاني للعملة وهي العمليات التي قامت بها المخابرات للقبض على الخونة والنيل منهم. وكشفت دراما المخابرات الستار عن الزيف الإعلامي المضاد، وإظهار الحقائق ناصعة، فالمواطن يسمع ويقرأ عن إسرائيل وعن أعمالها وجواسيسها، ووسائل إعلام العدو تقوم بدورها بشكل جيد ومدروس، والعرب – معظم العرب- لا يعلمون شيئًا عما يقوم به إخوانهم وأبناؤهم، ومن هنا يتحمل كل مسوؤل أمانة كشف هذه الحقائق لكل المواطنين، وإيمانًا بالواجب الوطني والقومي، واختيار الميدان الصعب، ميدان عالم الأسرار والخفايا، عالم المخابرات والجاسوسية التي يساهم في إعادة بناء روح المواطن، والغوص في عالم الملفات لإيقاظ المواطن العربي من غفوته وأن ما يدعيه الأعداء – من التفوق والذكاء – ليس إلا أضاليل وأكاذيب من وحي خيالهم، وأن الإنسان العربي – ومنذ أقدم الأزمنة حتى يومنا هذا – لا يقل ذكاء إن لم يكن الأفضل، وأن الأسطورة المزعومة للعدو تحطمت مع "إيلات" ومزق أستارها «رأفت الهجان».