«إن الرجل في سن الأربعين_ إن كانت له حبة من الفطنة_ يكون قد رأى بموجب مابين الأشياء كلها من مماثلة كل ما كان وكل ما سيكون». ماركس أوليوس.
يطرح بيكر قول ماركس هذا في آخر بحثه متساءلًا عن صحته، بعد أن صال وجال في داخل أعماق القرن الثامن عشر، وبعد أن رصد بدقة ووضوح العلاقة التأثيرية بينه وبين القرنين، السابق له واللاحق، حيث مذهب بيكر المكتمل الأركان بأن المدخل إلى فهم أي عصر تاريخي هو دراسة ما تعلق به من فترة سابقة ولاحقة، وبعد أن يدهشنا ببيان ما بين الثورتين_الفرنسية والبلشفية_من نقاط الاتفاق التي يخفيها عنا خداع الألفاظ.
والتاريخ عند بيكر ليس دراسة للأحداث الكبرى من حروب ومعاهدات وغيرها، إنما هو دراسة تأملية للجو الفكرى والشعوري لعصر من العصور، إلا إن لعصر المؤرخ نفسه جوه الفكرى الخاص الذي يؤثر في رؤيته، ولذا تعين على المؤرخ في رأيه أن يعرف نفسه حق المعرفة، ولن يتم له ذلك إلا بمعرفة زمانه قبل أن يعرف زمان غيره.
لعلنا لا نبالغ إطلاقًا إذا قلنا أن هذا الكتاب الراصد لقرن من أهم قرون زماننا، هو مدخل ضروري لفهم واقعنا الحالي، وخاصة ما شاهدناه مؤخرًا من الحركات الثورية سريعة الإيقاع عميقة الأثر.
هذا الكتاب لا يمكن تجاوزه لمن أراد أن يلم حقيقة بالأسس الفكرية والشعورية التي بني عليها القرن الثامن عشر، ذلك القرن الذي لا يخفى علينا توغل تأثيره في حياتنا التي لا زالت تحلم بمدينة فاضلة تسعى إليها ثورة أو إصلاحًا.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776751095
-
السلسلة
-
سنة النشر
2019
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
187
-
-
-