كان الوقت منتصف الشتاء القارص لعام 881 هـ - 1476م، حينما هزت المدينة الأنباء الصاعقة؛ سيتم هدم الحجرة الشريفة وسينكشف من داخلها قبر النبي (ص)، بعد ثمانمائة عام كاملة على غلقها المحكم بالجدران الصلدة التي لم ينفذ منها أحد قط قبل هذا اليوم العصيب. وصلت الأخبار المثيرة للاضطراب الشديد للإمام نور الدين بن علي السمهودي، أحد علماء المدينة المقيمين بها في ذلك الوقت، كان قرار الهدم أمراً سلطانياً أرسل من القاهرة.
كانت في الأصل حجرة زوجته السيدة عائشة (ض) التي توفي النبي (ص) ودفن فيها، وبعد وفاة أم المؤمنين تم بناء الجدران المصمتة حولها والأسقف المتينة فوقها، حجب قبر النبي (ص) عن الأعين، فلم بهتك ستر الحجرة أو حتى يدع ضوء النهار إليها أحد لمدة ثمانية قرون كاملة، حتى صارت تلك الواقعة.
سجل السمهودي بالتفصيل الدقيق كل ما رآه داخل الحجرة، وترك لنا ما قيده في كتابه المبهر لتاريخ المدينة المنورة؛ وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى.
من خلال العودة للسمهودي وغيره من أمهات كتب التراث، يروى هذا الكتاب تاريخ مدينة النبي (ص)، ومن سكنها معه من رجال ونساء قاموا ببناء دولة المسلمين الأولى، يتتبع الكتاب تاريخ المدينة من نقطة البداية لنشأة تلك الدولة، العام الأول للهجرة، وينظر في قصص بيوتها وأحيائها وأهلها، ثم يتتبع مآلاتهم لعقود بعد وفاة رسول الله (ص). يحاول الكتاب إعادة قص التاريخ السياسي للمدينة، عبر مرويات النساء اللاتي اشتهرن أو لم يشتهر شأنهن فيها.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778880380
-
السلسلة
-
سنة النشر
2025
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
319
-
-
-