منذ السطور الأولى لمصنفنا هذا، يصرح المؤلف بأنه لم يكتب تلك الصفحات للعلماء أو المؤرخين؛ فما أكثر هولاء الذين كتبوا عن سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العطرة.. وإنما قصد إلى إعادة قص الأدب القديم مستلهمًا كل ما في أحداثه من خصوبة وثروة وسياق، وبأسلوب يلائم حياة القراء في حياتهم التي يحيونها، وعواطفهم التي تثور في قلوبهم، وخواطرهم التي تضرب في عقولهم؛ وصولاً إلى الأدب "الحي" القادر على البقاء ومناهضة الأيام، فلا ينتهي أثره عند قراءته، ولا يموت بانتهاء العصر الذي نشأ فيه..

لذا، فإن هذه الإصدارات مشفوعة بالدراسة النقدية التحليلية الضافية للأستاذ الدكتور يوسف نوفل، لهي حق الأجيال الحالية، يمكنها من الوقوف على مواطن إبداع د. طه حسين وتميزه وتفرده في الرؤية والمنحى.