حين يتناول مصنفنا هذا الدويلات المستقلة التي حكمت مصر، عبر تاريخها الإسلامي، بدءاً بالدولة الطولونية ثم الإخشيدية، ومن بعدها الفاطمية، ثم الأيوبية وانتهاءً بالمماليك في شقيها (البحري والبرجي)، إنما يقدم شهادة دامغة على ضرورة قراءة التاريخ تلك القراءة الثاقبة، والتي مؤداها أن لكل رجال دولة، ولكل دولة صولة.
كما أن من أهم دروسها أن الوحدة قوة تحفظ للأمم بقاءها وتفوقها، وأن التشرذم ضعف وهوان يهوي بالأمم إلى أسفل درك لها.
ستلتقى في هذا المصنف شخصيات تاريخية، كتبت أسماءها بحروف من نور، وحققت ما أرادته من فخر وعزة وخلود.. لأنها في البداية أحبت "مصر" وأخلصت لها.. وستلتقي أيضاً من سقطت سيرتهم في سلة النسيان وأهملتهم كتابات التاريخ ودروسه.. وبين هذا وذاك، ستقف مشدوهاً بما أضفاه الكتاب من متعة ومتابعة ودقة، تجعل من الدرس التاريخي تحفة إنسانية أدبية.