«طلبت مني أمي أن أنظر إلى البحر، وأحاول تخمين من هن المسيحيات ومن هن المسلمات. لم أحتج إلى وقت طويل للتفكير، وأجبتها بسهولة: المحجبات طبعا مسلمات، واللي مش محجبات مسیحیات».
في هذا العالم الذي تقسمه المظاهر نشأت فيكتوريا، لم يكن عليها فقط أن تعايش ما تعانيه البنت المصرية العادية ابنة الطبقة الوسطى، من كفاح معيشي، وصعوبات تعليمية، وخوف من أجواء التدهور المستمر للشارع المصري، بل كان عليها أن تواجه ثلاثية أخرى: الاغتراب عن مدينتها الإقليمية البعيدة عن العاصمة، والفقدان المرير لأهم شخص في حياتها، والحياة المزدوجة التي عليها أن تعيشها كمواطنة قبطية تكتم بداخلها العديد من المخاوف وترتع حولها أخطار يؤكدها تفجير هنا أو تكفير هناك.
 في روايتها الأولى، تقدم الصحفية والمصورة (كارولين كامل) حكاية حميمية تحتاج إليها الرواية المصرية؛ قصة رقيقة عن الاغتراب المزدوج بين أسوار العاصمة المخيفة، والتعصب الديني، والأفكار الذكورية، والمحاولات الخجولة لبناء مستقبل من دون الوقوع في فخاخ الماضي، وأيضا من دون الهروب من
كل شيء.