شغلت مسألة النفس تفكير الإنسانية منذ عصورها الأولى، واحتلت مكان الصدارة في البحوث الفلسفية، وكان الإغريق أكثر الناس اهتماما بهذا النوع من الدراسات، فاتجهوا أولا لفهم الكون، فلما رأوا عجزهم عن إدراك أسراره جنحوا إلى دراسة النفس، لعلهم يجدون في معرفتها سبيلا إلى معرفة ما عداها.
تكاد تتلخص فلسفة سقراط في جملة واحدة: "اعرف نفسك بنفسك".
ومعرفة الإنسان لنفسه ليست معرفته لجسمه بل لذلك العنصر الإلهي في أعماقه. إن حقيقة الإنسان عند سقراط هي النفس والتي تتضمن العقل.
لما اطلع المسلمون والمسيحيون على التراث الإغريقي أعجبوا به إعجابا شديدا. وبخاصة ما كتبه أرسطو عن النفس. ومن الثابت أنهم أخذوا عنه جل آرائه فيها. لكنهم وجدوا آراء أخرى لا تتفق مع عقائد دينهم فوفقوا بينهما، لكن ابن سينا استطاع أن ينشئ مذهبا جديدا في النفس، وجاء أبو الوليد ابن رشد ليوفق بين آراء ابن سينا وأرسطو، فجاء بمذهب مبتكر كان له تأثير بعيد المدى في تفكير مسيحيي العصور الوسطى.
يقدم هذا الكتاب المهم جهد علامة راحل، هو الدكتور محمود قاسم، في النفس عند كل من فلاسفة الإغريق وفلاسفة الإسلام، فقدم في الفصول الأولى آراء سقراط وأرسطو وأفلاطون في النفس، وجمع في الفصول الأخرى بين أرسطو وفلاسفة الإسلام، كما يلقي هذا الكتاب الضوء على بعض المسائل الغامضة في الفلسفة الإسلامية.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789777654302
-
السلسلة
-
سنة النشر
2025
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
368
-
-
-