هؤلاء هم نجوم الفقه الإسلامي وأعلامه، هؤلاء هم من تعشى وتغذى على أفكارهم كل عالم وطالب علم على مدار ما يزيد عن الألف عام من عمر البشرية والإسلام، هؤلاء هم من لا يخرج أهل السنة جمعاء عن اتباع مذاهبهم والسير على طريقتهم، وليس بينهم من لا يدين لهم بالفخر والاعتزاز بهم وتقديمهم على من سواهم من علماء الأمة المحمدية، والذين هم نجوم درية تتلألأ في سماء العلم والفقه، وفي كتابنا الأئمة الخمسة سوف نتعرض لسيرة هؤلاء حتى يكون بين يدي أطفالنا وأولادنا أشبالنا مستقبلنا ومستقبل أمتنا مصنف مبسط يزيد من تعرفهم على فحوى فقهنا الإسلامي العظيم الذي فاق في مجموعه أي مشروع علمي أو فكري في تاريخ البشرية جمعاء، يقول الإمام العلامة محمد أبو زهرة ولعل أعظم ثروة يدعيها الأوروبيون هو القانون الروماني، ولو وزن ما جاء عن الرومان ما عدل عشر معشار ما تركه الفقهاء من عيون الفقه ومسائله، وإنها لتشمل من الحلول الجزئية والقواعد الكلية ما يغني الإنسانية إن بغت الخير لنفسها، واتجهت إلى ما ينفعها ويعلو بها.
نريد أن يتعرف أولادنا على أئمتنا هؤلاء فيعلمون كيف نشأوا؟ وماذا صنعوا بالدين والدين؟ واين هو مكمن عبقريتهم؟ وأي محن تعرضوا لها وكيف كان موقفهم من تلك المحن؟ وليتعرفوا كذلك لماذا كان الاختلاف بينهم؟ وإلى أي مدى هو هذا الاختلاف؟ وكيف أثر أو يؤثر هذا الخلاف على سلوكنا ومعتقدنا الديني ؟ سائلين المولى عز وجل أن ينفع به ويجعله عملاً خالصا لوجهه الكريم.