هذه المجموعة القصصية الأولى لغسان كنفاني تكشف عن جذور الرؤية للكاتب القدير، في الإصرار على أن الإنسان قضية، وأنه يجب أن يستقبل الموت من أجل هذه القضية، وأن الأرض والدفاع عنها قضية مركزية قبل النكبة وبعدها [...].
والمجموعة تكشف عن هم قومي مثلما تكشف عن هم وطني، فالقصة "موت سرير رقم (12)" تتحدث عن مأساة شاب عماني يحلم بتحسين وضعه المعاشي بالسفر إلى الكويت، ولكنه ما إن يجد عملا هناك ويحلم بالزواج حتى يصاب بسرطان الدم، ويغدو في المستشفى رقما لا غير، في حالة من التشبؤ، وحين يموت يدفن بمعرفة المستشفى في قبر مجهول بعيدا عن الأقارب والمعارف والأصدقاء. كل ذلك على عين الراوي الفلسطيني الذي انتقلت الفرحة المادية من أمعائه إلى عقله كناية عن التفكير في مغزى الموت وجوديا، من حيث المعنى والغاية.
ولعل هذه القصة تصلح أن تكون نموذجا للرؤية التي صدر عنها غسان كنفاني في موقفه من مجموعة من القضايا النضالية والوجودية والقومية والاجتماعية، مثلما تصلح أن تكون صورة لنضج البدايات في التقنية المركبة التي استخدمها في بناء العناصر السردية، إذ تتداخل الأمكنة والأزمنة وتتوحد الشخصيات على اختلاف منابتها ومشاربها وأهدافها . يلتقي أحمد الفلسطيني الذي يرقد في المستشفى مصابا بقرحة في المعدة مع محمد علي أكبر العماني المتشبث باسمه وهويته مصابًا بسرطان الدم، نتأمل البعد الوجودي في حادثة الموت، التي تكشف عن ضياع هوية محمد علي أكبر، ولعل هذه الشخصية رمز إلى الفلسطيني الذي ضل طريقه وضيع الهدف، ولم يتجه إلى الأرض، واختار هدفًا فرديا عابرا . ولعله العربي الذي يستسلم للحلم الفردي، وينسى حلمه الكبير.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786589097860
-
السلسلة
-
سنة النشر
2022
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
213
-
-
-