كان من أهم ما تبينته أن الاستعمار البريطاني لعب دورًا كبيرًا عن طريق رجالاته من دهاقنة عملاء المخابرات البريطانية في تجزئة الوطن العربي وخلق العروش والكيانات الوهمية في مختلف أجزائه، ليكون الجالسون عليها أدوات مسخرة في يديه، يسيطر عليها ويكيفها على النحو الذي يشاء ويهوى، وأن الحقائق المتعلقة بهذا الدور ما زالت خفية عن العيون والعقول، تحتاج إلى من يزيح الستار عنها، ويظهرها عارية بعد أن يجردها من كل ما لفها من زيف وتضليل.
لقد ظلت حياة فيلبي وستظل لغزا مغلقا، ولن ينجلي كل ما فيها من حقائق، بالرغم من هذا الجهد المتواضع الذي بذلته في إعداد هذا الكتاب، إلى أن يتاح للذين عاشوا مع فيلبي وكانت لهم صلة بأسرارها وخفاياها ، أن يزيحوا عنها النقاب، ويكشفوا عنها الأستار...