كتابات ملهمة، وموضوعات تمزح بين روح السخرية العميقة والتأمل الفلسفي في مصير الإنسان، هكذا كان أدب ألبير قصيري (1913-2008) الكاتب المصري الفرنسي، الذي ولد في القاهرة لعائلة مترفة، لكنه اختار طوعًا حياة البسطاء بما تحمله من هدوء وسكينة، وربما كسل يبتعد عن ضجيج الثروة واللهات وراء المجد الزائف.
عاش قصيري معظم حياته في باريس، لكنه حمل في قلبه أحلام فقراء الشرق هو لا يمجد الكسل في رواياته بقدر ما يجعله فلسفة حياة إذ يرى في الانسحاب من السباق المجنون المسمى بـ "الحياة"، حكمة إنسانية خالدة. شخصياته زاهدة، تسخر من القيم الاستهلاكية، وتحتفي بحالة وجودية تمنحالمرء حرية الفكر وعمق البصيرة.
هو ساخر متألم ، يحول المأساة إلى حكمة. أدبه مرآة لحياته، فهو الأديب الذي طالما عاش مقتنعًا أن الكرامة لا تشترى، وأن السخرية هي الوسيلة الوحيدة لانتقاد هذا العالم الجاف.