قبل أن تمرّ خمس دقائق، وقبل إطفاء الشموع احتفالًا بعيد ميلاد "ملك عامر"، انقطعت الكهرباء عن الفيللا. همسات الحاضرين كانت تشقّ الظلام الذي خيّم على المكان، دوى صوت ثلاث طلقات نارية لتُبدّل همسات الحاضرين بأنفاس محبوسة وصمت ثقيل، تلاه صوت تكسير زجاج امتزج بحفيف أوراق الشجر، تبعه صوت ارتطام عالٍ لشيء ثقيل بمياه حمام السباحه. ظلّ الجميع محتفظين بصمتهم وكأن فوق رؤوسهم الطير، قبل أن تعود الأنوار فجأة، ليقترب الواقفون من حمام السباحة محاولين تصديق ما يرونه، لعلّ حدقات عيونهم لم تعتد الأضواء مجددًا وما يرونه ليس حقيقيًا، تلاشت تلك الفكرة أمام مياه حمام السباحة التي زيّنها اللون الأحمر في بقعة دائرية كبيرة تتوسطها جثة.