مستشفى الإيرانيين مصطفى مستور عدتُ لفراشي لأتمدَّد. ما إن أغمضتُ عينيَّ حتى انزلقتُ إلى هاوية الكابوس الذي كنتُ أراه من قبل.. أجل في وسط حفرة، أنا وضعتُها بيدي في وسط حفرة. كانت علبة 2025-10-02 مستشفى الإيرانيين - مصطفى مستور - مكتبات الشروق
مستشفى الإيرانيين

مستشفى الإيرانيين

تأليف: مصطفى مستور
ترجمها عن الفارسية: د. أحمد موسى
السعر :
12.5 $

عدتُ لفراشي لأتمدَّد. ما إن أغمضتُ عينيَّ حتى انزلقتُ إلى هاوية الكابوس الذي كنتُ أراه من قبل.. أجل في وسط حفرة، أنا وضعتُها بيدي في وسط حفرة. كانت علبة صغيرة عليها صورة طنجرة ماركة "توشيبا". كانت مسودَّةً وخفيفة الوزن. حارس ثلاجة المستشفى هو من أعطاني إياها. كانت باردةً، قال الدكتور إنَّ الأكسجين لم يصل إلى أنسجتها. ولما تلفَّظ بكلمة أكسجين كأني به تلفَّظ باسم قاتل ابنتي.

لم يكن يوجد أحدٌ بالمقبرة غيري أنا والحفَّار، وصوت أنين كنت أعلم مصدره. جثوتُ على ركبتي وانحنيتُ لأسوِّي قعر الحفرة، لما حشرتُ رأسي في الحفرة سرح بي الفكر: لماذا لم يُغسِّل أحدٌ ابنتي؟ لماذا لم تُكفَّن؟ لماذا لم يُصَلُّوا عليها؟ لماذا لم يُشيِّع جنازتها أحد؟ ولما ابتعد الحفَّار فكرتُ: هل أعطيتُ النقود لشخص كي يدفن طفلتي تحت التراب؟.

الشحن الدولي غير متاح لهذا الكتاب

شحن مجانى بقيمة 0 جنيها

جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2025