في الوقت الذي كان العالم الإسلامي يتمزق غربا في الأندلس على يد الفرنجة الصليبيين، ويتمزق شرقًا على يد التتار الوثنيين حتى سقطت عاصمة الدولة العباسية تحت أقدام خيولهم، في زحمة تلك الأحداث الرهيبة التي اجتاحت الأمة الإسلامية كان الله - سبحانه وتعالى - قد قدّر أن تنبت البذرة الأولى للدولة العثمانية التي استطاعت في أقل من قرنين من الزمن أن تمد جناحيها شرقا وغربا وجنوبا، وتدق أبواب فيينا باسطة لواء الإسلام على معظم ما يُعرف اليوم بدول أوروبا الشرقية واليونان وجزر البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من إيطاليا والنمسا. كما خضعت لسيطرتها الأرض الممتدة من شمال القفقاس شمالاً حتى الصحراء الإفريقية جنوبا وحدود المغرب الأقصى غربا. كما أنها مدت جناحها الشرقي حتى بلاد فارس وجبال كردستان، شاغلة مساحةً مِنَ الأراضي قدرت بأكثر من عشرة ملايين ميل مربع فكانت أقوى دولة في العالم آنذاك.
فالدولة العثمانية كانت دولة عظمى يحسب لها القريب والبعيد كل حساب فالإمبراطورية العثمانية هي الدولة الوحيدة التي استطاعت - بعد الإمبراطورية الرومانية - أن تؤسس أطول الدول عمرًا في التاريخ، وأن تنجح في توحيد دولة تمتد فوق ثلاث قارات.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789774888496
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
317
-
-
-