إن أعمال ضابط البوليس هي حوادث الناس وشؤونهم الداخلية، تتجلى أمامه فيها صور حياتهم المتباينة المختلفة، باختلاف بيئاتهم وعاداتهم ودرجاتهم وأخلاقهم فيقف الضابط من تحقيقاته على أسرارهم وحقيقة أمرهم، وطالما كذبت الحقائق المظاهر. وقد يقع الحادث فيثير اهتمام الجمهور ودهشته، ويراه الضابط أمراً عادياً، لأن الغريب إذا تكرر ألفته النفس وفقد غرابته.
هذه قصص حقيقية كالخيال، بل خيال حققته الأيام أبطالها معروفون، وشهودها أحياء يرزقون رويتها كما هي، فلم أعمد إلى المبالغة أو المغالاة، حتى لا يضيع لون الحقيقة الزاهي وأثرها العميق في نفوس القارئين والسامعين.