جمعت الحضارة الإيرانية طيفاً واسعاً من التفرد والأصالة ، وقد تمكنت من صهر ما ولدها، من مؤثرات حضارات الشرقين الأدنى والأقصى، في سبيكة حضارية مؤثرة عكست شخصية شعوبها التي كانت آخر خلاصات الشرق القديم في حينها.
يمكن الدراسة تاريخ إيران وحضارتها القديمة أن تعزز بشكل كبير، فهمنا وتقييمنا لإيران اليوم، فهي، من الناحية الحضارية ، حلقة الربط بين الشرقين الأقصى والأدنى، لأن إيران القديمة كانت خزان تفاعل مستمر للعقائد والأديان والثقافات . بين هدين الشرفين بشكل خاص. كما أن ممالكها الأربعة الأخيرة، التي صنعت الجانب الأكثر خصباً في حضارتها، ربطت بين أغلب ماضيها القديم (البرونزي والحديدي) بالتاريخ الوسيط (الإسلامي والمسيحي) لها وللعالم.
في الجزء الثاني من كتاب الحضارة الإيرانية، تناولنا المظهر الاجتماعي وميزات المجتمع الإيراني وتكوينه النفسي الجماعي وطبقاته وجدلها، والسايكولوجيا الإجتماعية وسايكولوجيا الأفراد والنخب والمراكز المتحكمة والفئات الفكرية والفلسفية وتناولنا التكنولوجيا والمادة والطاقة والعمل، ومدى استثمار الإيرانيين المواردهم المادية في بلادهم والتقنيات التي عالجت هذه الموارد ، ثم المظهر الديني الذي يشكل الأساس في طاقتهم الروحية، حيث عرضنا تاريخ الديانات الإيرانية القديمة جذورها الهندو أوربية الآرية المزدية المتراثية، الزرادشتية)، ثم علوم الإيرانيين الرياضية والطبيعية، والعلوم الإنسانية. ثم فنون الإيرانيين، وكل جوانب الفنون التشكيلية كالعمارة والنحت والرسم والفنون الصغرى، ثم ناقشنا جوهر الأخلاق الإيرانية ودورها في توازن واختلال الحضارة الإيرانية، وتأثر الأخلاق بالعوامل البيئية والاجتماعية والدينية، وأخيراً قمنا فيه بمعايرة وتقييم الحضارة الإيرانية على ضوء ما قدمناه من عناصرها في الفصول السابقة، فوضعنا تفصيلاً لكيفية قيام هذه الحضارة عبر نمو عناصرها، ثم ناقشنا سقوطها وأسباب هذا السقوط ، وتحرينا عن المنجزات المتفردة وغير المسبوقة للحضارة الإيرانية، وبذلك تكون قد غطينا جميع الجوانب الحضارية ومظاهرها وحركتها وغمرها وتدهورها.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789922721781
-
السلسلة
-
سنة النشر
2025
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
924
-
-
-