كتاب "كلمتي للتاريخ" هو مذكرات الرئيس محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد سقوط الملكية في ثورة 23 يوليو 1952. يُعد هذا الكتاب وثيقة تاريخية نادرة كتبها نجيب بنفسه، يستعرض فيها بصراحة وألم تفاصيل ما حدث في كواليس الثورة، وأسباب إقصائه من الحكم، كما يكشف عن خلافاته مع مجلس قيادة الثورة، خصوصًا مع جمال عبد الناصر.
يسرد نجيب في مذكراته قصة الثورة منذ بداياتها، حين كان ضابطًا في الجيش يسعى مع زملائه إلى إنهاء الحكم الملكي، لكنه بعد نجاح الثورة، شعر بأن المبادئ التي قامت من أجلها بدأت تنحرف، فدخل في صراع مع الضباط الذين تولُّوا مقاليد الأمور، مطالبًا بحياة ديمقراطية حقيقية وانتخابات نزيهة، ما أدَّى إلى عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قصر زينب الوكيل، لمدة 30 عامًا.
يركِّز الكتاب على معاني الوطنية والعدالة والحرية، ويطرح تساؤلات مؤلمة عن الثمن الذي يدفعه من يتمسكون بالمبادئ. كما يحمل مرارة رجل شعر بأنه خُدع، وسُلب دوره، وتمّت تصفيته سياسيًّا رغم كونه واجهة الثورة ورمزها الأول.
"كلمتي للتاريخ" ليس مجرد سيرة ذاتية، بل شهادة صادقة ونداء من رجل أخلص لوطنه، فدفع الثمن من حريته وحياته.