تتناول هذه المجموعة حياة الفلسطينيين في الشتات، وتمتاح القصة العنوان من حياة البؤس التي عاشها الفلسطيني في المخيمات حيث البرد والجوع وشظف الحياة، فها هو أبو العبد يحفر خندقا حول الحيمة التي تعصف بها الرياح والأمطار، ويتحاشى سؤال زوجته أم العبد : متى تحصل على عمل؟
خطر له، وهو تحت وطأة الحاجة الملحة إلى الطعام واللباس، أن يسرق كيس طحين أو أكثر من مخزن الوكالة القريب ويبيعه لياتي بما يحتاج، وتصبح الفكرة واقعية حين يمر به ثقيل الظل أبو سمير ويحدثه عن أكياس الطحين التي تمشي في الليل كناية عن السرقة التي يشرف عليها الأمريكي ذو العينين الزرقاوين الضيقتين، ويشارك فيها أبو سمير وآخرون. تتجه الأحداث بسرعة حتى لنظن أن أبا العبد يوشك أن ينخرط مع السراق في عمليات توفر له الطعام والمال، وتحقق حلمه بشراء قميص لابنه عبد الرحمن. ولكننا نفاجأ بأبي العبد يهوي بالرفش على رأي أبي سمير امتثالا للقيم الاخلاقية والوطنية، فالأمريكي ليس ذلك الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته وحسب، بل ويسرق مال الوكالة واللاجئين ليؤخر استلام مخصصاتهم عشرة أيام أخر يقضونها في البرد والجوع. وقد شغلت غسانا قضية الموت باعتبارها قضية وجودية وبوسعنا أن نتأمل قصة البطل في الزنزانة لنرى كيف ارتقى البطل إلى مستوى القضية التي تعذب من أجلها، ونرى كيف ينتقل السارد في وعيه إلى قرارات موجزة في قصة قرار موجز تتدرج على النحو الآتي: "الموت هو خلاصة الحياة" ثم "ليس المهم أن يكون الإنسان، وأن يحقق فكرته النبيلة .. بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت"، ثم "إن الشجاعة هي مقياس الإخلاص" ثم قرار موجز جديد "إن ضرب السجين هو تعبير موجز عن الخوف"، وقرار آخر "إن الخيانة في ذاتها ميتة حقيرة ".
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786589097808
-
السلسلة
-
سنة النشر
2022
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
88
-
-
-