كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الدمار الشامل في العالم المعاصر، وحتى في المجتمعات "الحديثة" و"المتحضرة" ظاهريا؟ هل هو دليل على "انهيار الحضارة" إلى الفوضى والعنف أم أن المجتمع الحديث والحضارة نفسها بربرية في جوهرها مغطاة فقط بقشرة ضعيفة من الكياسة؟ أعتقد أن المجتمعات المسالمة ظاهريا قد تنحرف أحيانًا إلى مسار مختلف مسار الفصل المتزايد بين الناس على كل المستويات، ويبلغ ذروته في ترحيل السكان المستهدفين إلى "غرف الإبادة".
سؤال مزعج آخر يفرض نفسه:
"كيف يمكنهم ذلك؟".
هل القتلة مجرد أشخاص عاديين كان من سوء حظهم أن ينتهي بهم المطاف إلى ظروف حولتهم إلى قتلة جماعيين؟ أم أنهم ربما يختلفون عن معظم الناس الآخرين على الأقل في بعض النواحي وإلى حد ما؟
الآن فقط بدا وكأنه من الضروري كان كتابة الكتاب بالشكل الذي اتخذه أخيرا، لقد حاولت أن أكون منطقيا وأن أتجنب الهراء، لقد توصلت إلى بعض الإجابات غير مكتملة ومؤقتة لكنها مفيدة، ليس هناك شك في أن الإبادة الجماعية يمكن أن تحدث أيضًا في المجتمعات المعاصرة. هذه حقيقة بالغة الأهمية يتم تجاهلها في كثير من الأحيان، ويجب أن تكون مشكلة مركزية للعلوم الإنسانية.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789774889971
-
السلسلة
-
سنة النشر
2025
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
427
-
-
-