يظهر تاريخ الدولة الأيوبية على صفحة التاريخ الإسلامي، باستيلاء صلاح الدين على مصر، واستنقاذها من بين أيدي الفاطميين، وذلك عندما قطع صلاح الدين بأمر الملك العادل نور الدين محمود الخطبة للخليفة الفاطمي الأخير العاضد، وأقامها للخليفة العباسي، المستضيء بأمر الله، وأعاد السواد شعار العباسيين، وذلك في السابع من محرم عام 0567 العاشر من سبتمبر عام 1171م، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر، بعودتها إلى حظيرة العالم الإسلامي السني، ولتؤدي تحت قيادة الدولة الأيوبية دورا هاما في توحيد الجبهة الإسلامية؛ لمواجهة الغزو والاحتلال الصليبي، مع التأكيد أن التأريخ الصحيح للدولة الأيوبية إنما يبدأ بموت نور الدين محمود، إذ إن صلاح الدين كان حتى هذا الوقت نائبا لنور الدين على ولايته المصرية لا أكثر.
كان صلاح الدين الأيوبي بطل الإسلام بلا مراء، بل هو من أعظم أبطال الإسلام قاطبة، وكانت الفكرة الإسلامية تملأ نفسه ومشاعره، يضطرم بها، ولا يؤمن بغيرها، ولم تكن تحدوه في جهاده أية فكرة قومية أو عنصرية أو إقليمية، ومن ثم فإنه من الخطأ التاريخي أن يقال إن صلاح الدين كان يؤمن بفكرة العروبة أو القومية العربية، وإنه كان في جهاده لضم أقطار الدولة الفاطمية القديمة، في مصر والشام وهي التي غدا هو وريثها وعاهلها، كان يعمل لوحدة عربية أو ما يشبهها، فلم تكن تجول بخاطره أية فكرة من هذا النوع، وإنما كانت مثله وجهاده تتجه إلى آفاق أوسع وأبعد مدى إلى آفاق الوحدة الإسلامية. فإذا نحن أسبغنا على صلاحالدين، أو على مشاريعه وأهدافه وجهاده في سبيل الله أية صفة أخرى غير الصفة الإسلامية، وإذا نحن نسبناها إلى بواعث قومية أو عنصرية أو إقليمية، فإنا بذلك نجني على سيرة البطل الإسلامي العظيم، إذ نجرده من روح بطولته وشرفها.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789774888441
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
502
-
-
-