أمراء الأندلس في شباب دولتهم من الملك بين جلاله وجماله، ومن الوجود بين نسيمه ونعيمه، فأخذوا من حياتهم بالحسنيين لدينهم ودنياهم، مع أخلاق فاضلة، وحكومة عادلة، ونفوس ماثلة للعاجلة والآجلة. فشادوا للملك قراره، وللعلم مناره، وللفن داره، وللأنس مزاره. وسار الناس على سننهم، والناس على دين ملوكهم.
حتى إذا ولى شباب نهضتهم وأسلم الملوك قيادهم لشهواتهم وتركوا حبل البلاد على غاربها، لم يلبثوا أن ظهرت فيهم معالم الخمول، وأخذت زهرتهم في الذبول ونجم سعودهم في الأقول، فنضب معين ثقافتهم، وانحلت عروة وحدتهم، وتفككت رابطة جماعتهم، وجفت دماء همتهم، وخبت ريح نعمتهم، وماتت قلوبهم، والقلوب لا تموت إلا إذا غفل الداعي؛ وهجمت عليهم الذئاب من كل ناحية، والذئاب لا تهجم إلا إذا نام الراعي. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786589100249
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
216
-
-
-