ينظر الإيرانيون إلى الدولة الصفوية نظرة إجلال وتقدير واعتزاز، ويصورونها على أنها حققت حلمهم في الوحدة والسيادة والقومية، وأنها أول دولة تحكم بلادهم الفارسية بعد استعمار طويل أو حكم أجنبي مستمر منذ الفتح العربي الإسلامي، وذلك رغم أن إسماعيل لم يكن يلقي بالاً إلى اللغة والأصل الإيرانيين، وهما أساس القومية الإيرانية، وكان يرتفع بقبائل القزلباش التركية على الإيرانيين، ويعد اللغة التركية لغة رسمية في بلاطه، ويقول الشعر في أغلبه بهذه اللغة.
وإذا أخذنا بالقول إن الصفويين ينتسبون إلى موسى الكاظم، أي إلى أهل البيت، فإننا بهذا ترجع نسبهم وأصلهم إلى أعرق القبائل العربية، وهي قريش، وتصير عروبة الصفويين أمرا لا شك فيه ولا مراء، طالت إقامتهم في إيران أم قصرت، ويصير حكمهم لإيران استمرارا أو عودة لحكم العرب لإيران، وهو استمرار للحكم الأجنبي كما يصورون حكم الغزنويين والسلاجقة وغيرهم من المسلمين الذين وصلوا إلى حكم هذه المنطقة.
يقول كارل بروكلمان: لكن من غير اليسير حقا أن تخلع الصفة القوم القومية على سلالة من سلالات إيران المالكة كان يجري في عروقها - إلى جانب الدم العربي - الدم التركي والدم اليوناني، وكانت تعتمد في العاصمة على الجنود الترك هذا يصرف النظر عن أن فكرة القومية كانت غريبة بالكلية عن البيئة التي نشأت فيها هذه الدولة.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789774888809
-
السلسلة
-
سنة النشر
2025
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
185
-
-
-