في كل رحلاتها السابقة إلى طبرق تحمل معها علب ورنيش من النوع الجيد وفرشاة، بعد أن وجدت طريقها سالكة، فلا أحد اعتراض طريقها، رغم مخاوفها في البدء من السكان المحليين، ثم اكتشفت أنهم لطفاء للغاية، تدخل وتطلي مساحات من جدارية مباهج الحياة، للأثر الفني الذي خلفه جون وراءه، واعتقدت بأنه سيعود إليه ويضع فوقه الورنيش لحمايته، ولكن القدر قال كلمته ومات متأثراً بجراحه، الشيء الذي لم تجده هناك مهما بحثت عنه في كل زوايا المبنى هي أوراق مذكراته، لم يبدُ على جورج أنه مستعدٌّ لاستيعاب ما حدث، يعيد رسم آخر صورة للمعركة كلما وجد نفسه وحيداً في البيت، وبالأخص عندما تسافر وتتغيب لأيام، وهذه المرة ستكون الأخيرة، بعد أن حان موعد رحيلهم إلى الديار، يتأمل كيف جهزت الحقائب، ونظفت المكان، وأوصت الشاب ابن صاحبة البيت أن يأتي إليه كل يوم بما يحتاجه، في كل مرة يستغرب الشاب أنه لم يعد يأكل كثيراً، شهيته تتراجع عندما يغرق في استعادة الماضي، يكتفي بقليل من الشاي، وكثير من السجائر، ورغم انزعاجها من الرائحة وعدها حال يستطيع المشي جيداً أنه سوف يقلع عن التدخين.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778669190
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
351
-
-
-