الجمعة 4 يونيو 2021
لا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي. وعلاقاتنا بمن حولنا تؤثر بشكل كبير على نفسيتنا وحياتنا بشكل عام. في هذا المقال نرشح لك 3 من أفضل الكتب التي تناولت موضوع العلاقات بشئ من التفصيل..
ــ علاقات خطرة لـ د. محمد طه:
في كتابه "علاقات خطرة" بيتكلم د. محمد طه عن أنواع وأشكال كتير من العلاقات.. بدءًا من العلاقة مع النفس، وانتهاءً بالعلاقة بكل الناس اللي نعرفهم.
الكتاب مقسم إلى 5 أقسام:
القسم الأول (الفصول من 1 إلى 3) يخص تركيبتك أنت شخصيًّا.. اللي مهم تعرفها وتبقى واعي بيها قبل ما تعمل أي علاقة مع أي حد..
القسم التاني (الفصول من 4 إلى 6) عن بعض الحاجات المهمة جدًّا في علاقتك بالآخرين.. هو إنت في العلاقة دي بتكون نفسك واللا بتكون حد تاني؟ طيب هو إنت شايف اللي قدامك زي ما هو واللا بتتعامل مع حد غيره في صورته؟ طيب اللي قدامك نفسه بيتعامل معاك كما أنت، واللا بيلبسك صورة حد غيرك؟
القسم التالت (الفصول من 7 إلى 10) هانشوف فيه نتيجة اضطراب ولخبطة بعض علاقاتنا مع الآخرين.. خاصة القريبين مننا..
القسم الرابع (الفصول من 11 إلى 19) عن التغيير.. عن الشفاء والالتئام النفسي.. عن قبول كل مشاعرك وأجزاءك من غير نقص أو تشويه أو اختزال.. عن قبول الحياة وقبول الموت.. عن امتلاء كل الفراغات النفسية اللي جواك.. والخروج من الصندوق الضيق المظلم المغلق عليك من سنين.. عن إنك تكون نفسك..
وأخيرًا.. وبعد ما شوفت وحسيت واتحركت واتغيرت.. وبعد ما اتفكيت واتجمَّعت واتلملمت والتأمت.. بيستعرض الكتاب في الفصل العشرين 30 علاقة خطرة مهم تاخد بالك منهم في رحلة حياتك.. علشان تبقى واعي بيهم، وتعرف تلقطهم وتشوفهم كويس، وتحمي نفسك منهم بكل شجاعة ومسئولية.. مهما كان التمن..
ــ أحببت وغدًا لـ د. عماد رشاد عثمان:
من الكتاب:
«دومًا ننتظر شخصًا ما.. نظن أن بتنزله تنمحي كافة أوجاعنا..
نتوهم أن بإشراقته على ظلمة أكواننا يتبدد التيه والحيرة ويغمرنا السلام..
نخدع ذواتنا خديعتنا الأعظم حين نهمس لأنفسنا وقت الوجيعة.. أن يومًا ما.. وجوار شخص ما.. سنشعر بالاكتمال!
ولكننا ننسى أن عطبنا ذاتي.. وأن نقصنا مثبت فينا كنظام تشغيل..
وأن ذاك الشخص ذاته الذي رأينا فيه المخلص وسبيل التحرر.. ربما هو من سيمنحنا خيبتنا الكبرى.. ويجمع فجواتنا جميعًا في فجوة واحدة.. أعظم!
وربما بدلًا من أن نثمر جواره.. قد نذبل.. وننزوي.. ونتلاشى.. ونذوب!
ننسى أننا نحتاج أن نحسن صحبة أنفسنا ونداوي عطب نفوسنا.. قبل أن نترقب تنزل الآخر..
لن يكون الآخر جنتنا أبدًا ما دمنا فقط نسعى لتخدير أوجاعنا عبره.. وليست تلك العلاقة في حقيقتها سوى تلاهي لاواعي عن مقابلة الذات ومواجهة حقيقة أنفسنا!
العلاقات المرضية تبدأ هنا.. حين تصير العلاقة محض هروب وفرار.. ولا شيء أكثر..
وإن أكثر الناس اقترافًا لأخطاء الاختيار هم أولئك الذين ينتظرون بشغف ويترقبون بتلهف.. فتشتبه عليهم الوجوه.. ويسقطون فراغهم العاطفي علي وجه عابر ما، فيشاهدونه بخلاف حقيقته..
أولئك الذين يظنون أنهم يداوون الظمأ.. عبر تتبع السراب..!
(حتي إذا جاءه.. لم يجده شيئا)!»
ــ كتاب التعافي لـ حسام مصطفى إبراهيم:
يقول المؤلف عن الكتاب:
«كتاب التعافي لا بینصحك ولا بیلومك، لا بیقول لك اعمل ولا ما تعملش، لكن بیقف جنبك وقت الخذلان والتخلّي وانقطاع السكك وغیاب السند ونزول الغشاوة على عینك واختفاء الصديق وبیع الحبیب وإدبار الدنیا عنّك.
بیاخدك من إيدك ويشاور لك على الحاجات اللي مش واخد بالك منھا عشان لسه جوا التجربة وقلبك موجوع وعینك ضريرة وإيدك قصیرة ونفسك مقطوع.
بینورلك لمض تشوف على ھداھا إيه اللي حصل، ولیه، وإزاي مانفضلش نعید نفس اللقطة تاني ونتحط في نفس الموقف إلى ما لا نھاية!
أنا كنت لابس نفس جزمتك في يوم، وواقف في نفس ركنك الضیق، وحاسس بنفس إحساسك، وضاقت بیا الدنیا بما رحبت، وبفكر في كل الأفكار الغبیة والشجاعة والكئیبة والمتھورة اللي بتفكر فیھا دلوقتي، وشايف إني اتحبست في دايرة الحزن واللافعل للأبد، لكن.. خرجت، وخدت نفس عمیق بحجم كل اللي اتخلوا عني، وشبّیت وطلت شعاع الشمس.
لأن غريزة الحیاة جوانا أكبر من الھزيمة والمعارك الخسرانة والفرص اللي مش على مقاسنا، أكبر من الضعف والمطبات والنھايات اللي اتفرضت علینا وھي ما تلیقش بینا.
إنت مش سوبر مان ولا اللي حوالیك وحوش جايین الدنیا بس عشان ينغصوا علیك حیاتك، ولا أنا "ھوديني" الساحر اللي ھیكشف لك سر تحويل التراب لدھب، لكن إنت وھم وأنا: أحجار على رقعة شطرنج كونیة ضخمة، وكتاب التعافي ھیعلمك ازاي تلعب "الجیم" صح عشان ما تخسرش تاني.
كتاب التعافي.. الريموت كنترول اللي ھتتحكم بیه في كل الأفلام اللي حابب تشوفھا على تلیفزيونك العمر اللي جاي كله»