السبت 17 يوليه 2021
عن سفر الكاتب والمفكر الكبير جلال أمين إلى لندن لدراسة الاقتصاد، جاء في الكتاب الصادر حديثًا "أخي العزيز - مراسلات حسين وجلال أمين":
«عقب تخرجه في كلية الحقوق، عمل جلال لفترة قصيرة كمعيد في قسم الشريعة الإسلامية على الرغم من عدم حصوله على شهادة أزهرية، إذ لم يكن ذلك شرطًا من شروط التقدم للوظيفة آنذاك. ولكن ما إن علم بوجود بعثة حكومية لدراسة الاقتصاد في الخارج حتى تقدم بأوراقه إلى إدارة البعثات، وحصل على بعثة حكومية إلى مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، واحدة من أشهر الكليات في العالم. يذكر جلال في كتاب "ماذا علمتني الحياة؟" أنه عند حصوله على البعثة حذره بعض أساتذته في مصر من أنه "سائر بقدمه إلى عرين الأسد"، وحذروه من أن يعود دكتورًا في الاقتصاد ولكن أميًّا في كل شئ آخر.
وفي 23 يناير 1958 كان جلال يودع عائلته في بورسعيد صاعدًا إلى الباخرة المتوجهة إلى إنجلترا، وهو في الثالثة والعشرين من عمره. واستمرت إقامته في لندن ست سنوات تزوج خلالها من فتاة إنجليزية وحصل على شهادة الدكتوراه قبل أن يعود هو وزوجته إلى مصر عام 1964. وقد وصف جلال تلك السنوات الست، كما وصف حسين سنوات إقامته في لندن من قبل، بأنها أكثر سنوات حياته خصوبة.
* * *
31 / 1 / 58
عزيزي حسين
أكتب إليك على عجل من روتردام، حيث وقفت السفينة ونزل أغلبية الركاب وهم هولنديون طردهم سوكارنو من إندونيسيا. وقد كان الضباب كثيفًا منع السفينة مؤقتًا من مواصلة السير إلى لندن فقضينا خمس ساعات في روتردام. وهي بلد جميل جدًا جدًا. البرد شديد ولكنه محتمل وعلى كل حال أقل مما توقعت، وألذ أيضًا. سلامي الكثير جدًا إلى والدتي وإلى حافظ والجميع.
جلال»