أنا رجل من غمار الموالي - من مسرحية "مأساة الحلاج" - مدونة - مكتبات الشروق
أنا رجل من غمار الموالي - من مسرحية "مأساة الحلاج"
الجمعة 4 يونيو 2021

«أنا رجل من غمار الموالي، فقير الأرومة والمنبت
فلا حسبي ينتمي للسماء، ولا رفعتني لها ثروتي
ولدت كآلاف من يولدون، بآلاف أيام هذا الوجود
لأن فقيرًا - بذات مساء - سعى نحو حضن فقيره
وأطفأ فيه مرارة أيامه القاسية
نموت كآلاف من يكبرون، حين يقتاتون خبز الشموس
ويسقون ماء المطر
وتلقاهم صبية يافعين حزانى على الطرقات الحزينة
فتعجب كيف نموا واستطالوا، وشبت خطاهم..
وهذي الحياة ضنينه
تسكعت في طرقات الحياة، دخلت سراديبها الموحشات
حجبت بكفي لهيب الظهيرة في الفلوات
وأشعلت عيني، دليلي، أنيسي في الظلمات
وذوبت عقلي، وزيَّت المصابيح، شمس النهار على صفحات الكتب
لهثت وراء العلوم سنين، ككلب يشم روائح صيد
فيتبعها، ثم يحتال حتى ينال سبيلًا إليها، فيركض، ينقض
فلم يسعد العالم قلبي، بل زادني حيرة راجفة
بكيت لها وارتجفت
وأحسست أني ضئيل كقطرة طل
كحبة رمل
ومنكسر تعس، خائف مرتعد
فعلمي ما قادني قطّ للمعرفه
وهبني عرفت تضاريس هذا الوجود..
مدائنه وقراه
ووديانه وذراه
وتاريخ أملاكه الأقدمين
وآثار أملاكه المحدثين
فكيف بعرفان سر الوجود، ومقصدي مبتدا أمره، منتهاه»

مأساة الحلاج - صلاح عبد الصبور

لطلب الأعمال الكاملة لصلاح عبد الصبور:

"لو سُئل أنصار الشعر الحديث: من هو شاعركم الأول؟ لأجابوا: هو صلاح عبد الصبور. ولو سُئِلَ صلاح: ما ديوانك؟ لأجاب: هو ديوان الناس "الناس في بلادي". «زكى نجيب محمود»

"كان الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور مثقفًا من طراز رفيع؛ فقد استوعب التراث ثم انتقل إلى الثقافة العالمية وأبحر فيها؛ ولهذا كان شعره مميزًا في عمقه وأصالته وتجديده. كان إنسانًا رقيقًا اختلط شعره بسلوكياته فلم يفصل بين الشعر والحياة". «فاروق جويدة»

"إذا كان الغرب ونقاده يعتبرون "أن ت. إس . إليوت" كان شاعرًا عظيمًا، فإننا أيضا نعتبر صلاح عبد الصبور شاعرًا عظيمًا. صلاح عبد الصبور من الشعراء الذين يبقون، وسيبقى شعره، وسيبقى النقد الأدبي يتابعه في رحلته الغامضة الطويلة". «عبد الوهاب البياتي»

"حمل صلاح عبد الصبور في شعره وبين ثنايا كلماته، دفاعًا حارًا مستميتا عن كل ما تحلم به الأنظمة السياسية أو تَّدعيه من احترام لكرامة الإنسان وحريته، ومن إيمان بقدرة الإنسان على أن يصنع عالمًا ينتفي فيه الظلم، ويسود فيه معنى العدل والمساواة والإخاء". «سلامة أحمد سلامة»

"صلاح عبد الصبور من القلائل الذين جمعوا في تعادل عظيم بين عُمق الفكر وتألق الوجدان. ولو كان لصلاح عبد الصبور هذا الصرح الشعري من دواوينه، وهذا البناء الشامخ من المسرح الشعري فحسب، لكفاه بذلك مجدًا، وبقي اسمه بهذه الشوامخ واحدًا من أكبر صُناع أدبنا الحديث". «بدر الدين أبو غازي»

"لا أظن أن شاعرًا معاصرًا شغلته العلاقة مع الشعر بهذا القدر من الوعي والقدرة على التساؤل كما شغلت صلاح عبد الصبور الذي أخلص إخلاصًا نادرًا لفنه الأثير على مستوى القصيدة، وعلى مستوى المسرح الشعري". «فاروق شوشة»

" لا يوجد في جيلنا الشعري من حَضَن هذا الطمي العريق الأخَّاذ وسافر في أغواره، واستنطقه كما فعل صلاح عبد الصبور، دون ادعاء، دون هرج، دون انتفاخ، كأنه هو نفسه نخلة، أو نافذة، أو زهرة، أو موجة من الضوء". «أدونيس»

" صلاح يتميز عن الجميع بمعُمق الرؤية الشعرية وشمولها. فتأملاته في عوالم الإنسان والطبيعة وما بعد الطبيعة، فضلًا عن غنائياته ومسرحياته الشعرية تضعه في الصف الأول من شعراء العالم المحدثين، وتحفر له مكانًا هو جدير به بحق بين الشعراء العالميين الذين تأثر بهم". «جابر عصفور»

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024