الثلاثاء 15 يونيو 2021
في روايته "صليب موسى" لم ينجح الكاتب هيثم دبور في أن يقدم عملًا يتضافر فيه التشويق مع التاريخ فقط؛ بل نجح أيضًا في أن يقدم عملًا تتعدد مستويات قرائته. بعض القراء سيهتم بالجانب التشويقي، والبعض ستفتح القصص التاريخية المذكورة في الرواية شهيته إلى البحث والتعمق أكثر في التاريخ، والبعض قد يرى في الرواية تجليات ورموز فلسفية.
في هذا الموضوع نقدم لقارئ مدونة الشروق 5 من وجهات النظر حول الرواية لكتاب ونقاد مرموقين.
∎ محمود عبد الشكور، كتاب "ونس الكتب":
«ما لفتَ نظرى حقا فى هذه الرواية الجيدة ليس فقط إحكام حبكتها وتفاصيلها، ولا حتى مشهديتها الواضحة بحيث يسهل بالتأكيد تحويلها إلى فيلم سينمائى مشوق، ولكن لفتنى بشكلٍ خاص الفكرة وراء النص، وترجمة البناء كله للفكرة، التى لا تنكر وجود التاريخ، ولكنها تؤكد وجود ثغرات وأكاذيب بين سطوره، لا يرفض الكاتب ما تقوله الروايات، ولكنه يدعو إلى فحصها، التاريخ فى هذا النص ليس نقلا أوتوماتيكيا للحكايات لأنها تريحنا، ولكنه مغامرة خطرة، تحتاج إلى جهد صعب وشاق»
∎ سيد محمود، إندبندنت عربية:
«تتأسس الرواية على بنية شبكية معقدة، إلا أن الكاتب يتمكن من السيطرة على عالمه الروائي بمهارة ويخلق إيقاعاً تشويقياً لاهثاً يمتع القارئ ويظهر جهده في جعل الرواية "بوتقة" لأكثر من عملية مزج وصهر تفكك طبقات تاريخية ومعرفية، وتظهر كذلك اشتغال الكاتب على بحث مطول حول أساطير المكان والبيئة المحيطة إلى جانب وعيه بالتفاصيل التي تخص التاريخ الدرامي لكل شخصية من شخصيات الرواية»
∎ سامح الخطيب، رويترز:
«بالتوازي مع الخط الرئيسي للرواية بالبحث عن القاتل يضفي المؤلف المزيد من الإثارة على العمل بزرع قصص هامشية من أزمنة مختلفة تدور في فلك دير سانت كاترين مع عدم ارتباطها مباشرة بحادث مقتل الراهب لكن مع تطور الأحداث واقتراب نهاية المغامرة تتلاقى هذه القصص لترسم لوحة أكثر وضوحا لتاريخ المكان ومحيطه.
تنتهي الرواية بحل اللغز لكنها لا تبرح وجدان القارئ دون أن تثير لديه الفضول في تقصي تاريخ دير سانت كاترين والتعرف أكثر على ساكنيه أو ربما الإعداد لزيارة قريبة له»
∎ حسن معروف، أراجيك:
«مدخل قراءة أي نص وفهم أي لوحة هو مفارقاته، مفارقات صغيرة ومفارقة رئيسية، (المفارقة في تعريفي هي المعنى الثالث المتولد من معنيين متضادين)، والمفارقة الرئيسية في رواية "صليب موسى" للكاتب والسيناريست "هيثم دبور"، هي المعنى الثالث المتولد من علاقة "مصور صحفي" بـ "راهب مصاب بعمى ألوان"، إذن المعنى الثالث المتولد من التضاد هنا هو "كمال الرؤيا"، وهذا ما تم تبسيطه بمعالج فني متمثل في ألوان ألواح الطباعة، ما يضعنا أمام "كمال الصورة"»
∎ رانيا عبد العاطي، الأهرام:
«يقدم لنا الكاتب تجربة مميزة نجح فيها بالمزج بين أدب الجريمة والأدب التاريخى فى عمل يقترب من نفس النوع الأدبى للأعمال الشهيرة للكاتب الأمريكى دان براون مثل «شيفرة دافنشى» و «ملائكة وشياطين» والتى تحولت إلى أفلام سينمائية شهيرة. لم يكن الغموض والتشويق وحدهما أهم العناصر التى استخدمها «دبور» فقد استطاع بمهارة بالغة توظيف التاريخ وأحداثه فى الرواية وجعله أحد العناصر المهمة المكونة لها لتمتزج معا فى تناغم لم يكن من السهل الوصول إليه لكنه نجح بجمع كل تلك الاحداث التاريخية وتلك الشخصيات بالدير»