كيف رأى الكتاب والنقاد رواية "كيميا" لوليد علاء الدين؟ - مدونة - مكتبات الشروق
كيف رأى الكتاب والنقاد رواية "كيميا" لوليد علاء الدين؟
الجمعة 18 يونيو 2021

في روايته "كيميا" يتتبع الروائي وليد علاء الدين مصير "كيميا"، تلك الفتاة التي نشأت في بيت الشاعر والعاشق الصوفي "جلال الدين الرومي"، والتي قدمها زوجة لأستاذه "شمس الدين التبريزي" على الرغم من عدم التكافؤ البادي بينهما؛ والذى تجلى في أنها كانت أصغر من زوجها بثمانية وأربعين عامًا.

في هذا الموضوع نستعرض آراء الكتاب والنقاد في الرواية:

∎ محمد المسعودي، موقع الكتابة:

"
من يقرأ رواية “كيميا” لوليد علاء الدين يتبين له أن النص ينتمي إلى الأعمال السردية التي نحت منحى فانتاستيكيا في سياق محاولتها تشكيل عوالم متخيلة تقرأ في ضوئها التاريخ وتسائل شخصياته وتحلل نفسياتها وتفاعلها مع الناس والحياة، بحيث يقوم المتخيل الروائي في نص “كيميا” على تحليل شخصية جلال الدين الرومي وصديقه شمس التبريزي في موقفهما من حب “كيميا” و”علاء الدين ولد” ابن جلال الدين الرومي. فكيف يشتغل الفانتاستيك في رواية “كيميا” لوليد علاء الدين؟ وكيف يُسهم في تشكيل عوالمها المتخيلة وبناء طرحها الروائي؟ وكيف تتشكل الرؤية السردية في الرواية انطلاقا من هذا الاشتغال الفانتاستيكي وارتباطا به؟"


∎ حاتم عبد الهادي، موقع الكتابة:

تحيلنا رواية “كيميا”  للروائى المصرى وليد علاء الدين – منذ البداية – إلى التاريخ، أدب الرحلات، السيرة الزمانية، عبر المكان، لأسطورة “كيميا”، ابنة مولانا، التى قدمها جلال الدين الرومى قرباناً لمحبوبه شمس الدين التبريزى،لتظل برهاناً،وحقيقة، ويقيناً، يتجسّد عبر الأزمنة والعصور. ولتظل كيميا ” اليتيمة “،سؤالاً مركزياً، جوهرياً، بل السؤال الأهم حول طبيعة العالم، الكون، الحياة !!.
إنه وليد علاء الدين، ذلك المحب الكبير، العاشق لكيميا – بعد مرور حوالى ثمانية قرون من موتها، أو قتلها  أو غيابها الأسطورى -، فنراه يسافر فى رحلة للبحث عنها،يجوب ردهات جبال الأناضول، عبر الرحلة الصوفية السيموطيقية الكبرى: من دبى الى قونية بتركيا، لتتجسد المسيرة النورانية لأدب الرحلات الشاهق. ولا غرو اذن أن نراه يصيح فى مهابة واجلال: “جئت ملبياً دعوتك… يا جلال الدين الرومى”.

∎ محمد غنيمة، جود ريدز:

هذه الرواية تهدم صنما من أساطير تجرعنا قصصها دون وعي، عندما أمسكت بالرواية في يدي ذهبت عيني إلى الصفحات الأخيرة للرواية فوجدت ثبتا من المراجع والكتب الأصلية والترجمات التي أعتمد عليها، فألح عليّ سؤال لماذا أستعان الروائي بهذا الثبت الضخم من المراجع والترجمات، هل يبحث عن تحقيق شيء ما. ثم بدأت في تصفح الرواية بشيء من التأني والترقب فوجدت الصفحات الأولى طرحا مختلفا وكتابة من نوع آخر، ولأنني شغف بالتاريخ والنبش في طيات الماضي، وجدتني منساقا وراء السرد الجميل الذي يشبع كنهمي كقارئ ويروي فضولي التاريخي.


∎ الروائي هاني القط:

"رواية مغامرة لروائي يعرف سر الكتابة وكيف يصطاد المتعة، فيصفيها ويهبها مزدانة لقارئه. لكل رواية شفرة وسر يخصها، وأعتقد أن سر جمال تلك الرواية، وعي صاحبها، عندما خلط حكايته ببريق السير ذاتي الآسر، تلك اللعبة التي جعلت من الرواية حكاية عنه، فصار كأنه البطل الباحث عن السر، مما جعل القارئ يلهث مع مفارقات وخيالات ما يحدث ل (علاء) أثناء رحلة استكشافه سر حياة كيميا، تلك الشخصية التي أحياها من أوراق التاريخ ومن روايات أخرى خاضت في حياة سيدها الصوفي جلال الدين الرومي."

لطلب الرواية:

"أعرف كيميا منذ أن جائتنا طفلةً تركت للتوّ رعي غنمات أبيها، روحًا منكشفة على مالا نراه. وصفها البعض بالجنون،واتهمها آخرون بالمسّ. أعرف وحدي أنها ليست هكذا،هي كائن تخلّص من عتمته فشفّ.طفلة تهيأت لدخول عالم النساء،بحاجة إلى حبيب، يكتشفان معًا أسرار الحب والجسد. وكنا تهيأنا، حين اختطفوها منّي وألقوها في تنّوره ليستخلص روحَها".

تتتبع هذه الرواية مصير"كيميا"، تلك الفتاة التي نشأت في بيت الشاعر والعاشق الصوفي "جلال الدين الرومي"، والتي قدمها زوجة لأستاذه "شمس الدين التبريزي" على الرغم من عدم التكافؤ البادي بينهما؛ والذى تجلى في أنها كانت أصغر من زوجها بثمانية وأربعين عاما.

تطرح الرواية عبر سرد متدفق ولغة عذبة، عدة أسئلة صعبة وملغزة.. لماذا وافق "التبريزي" على التزوُّجِ بكيميا برغم أنه يكاد في عمر أجدادها ؟

لماذا مرضت كيميا بعد زواجها به بقليل مرضًا لم يُغادر سوى بروحها؟ كيف اختفت كيميا هكذا وكأنها لم تكنْ؟ لماذا لم يتأسفْ جلال الدين الرومي في أشعاره على موتها؟ لماذا عاشت نكرة وماتت مجهولة القبر؟ والأهم: لماذا أهداها الرومى لشمس الدين برغم علمه بالحب الذي جمعها بابنه علاء الدين ؟

رواية بكل مافيها من جرأة على اختراق الماضي وإعادة بنائه، تفتح الباب لقارئها أمام عالم آخر وتفسيرات مغايرة.

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024