الجمعة 4 يونيو 2021
"صعدا السلّم فقابلهما تمثال المتنبي. الجسد متوتر، والرأس يميل إلى الوراء مُترفِّعًا، والعينان تتطلّعان نحو الأفق. الذراع اليسرى مَضمومة تحت القلب بينما ترتفع اليمنى نحو السماء، كأنه يقرأ لها. كانت عوائل بأطفالها تطوف حوله وتلتقط الصور، وشباب يجلسون على السور وهم يردّدون أبياتًا من شعره. سمعا صبيًّا يسأل أمَّه عن معنى بيت الشعر المنحوت في قاعدة التمثال (الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم). علَّقت رباب: ها هو المتنبي يحاور السّماء. لعله يسأل، كل ليلة، ماذا في جعبة الدهر بعد، لبغداد وأهلها الذين لا يزالون يلتفّون حوله، ويسهرون على شعره، ويختصمون على معانيه."
الصندوق – ميسون ملك