فلسفة العيش.. كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة؟ - مدونة - مكتبات الشروق
فلسفة العيش.. كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة؟
الجمعة 4 يونيو 2021

هل يمكن للفلسفة أن تساعدنا على أن نعيش حياتنا بشكل أفضل؟ أم أن الفلسفة ما هي إلا مجرد تاملات فارغة وسفسطة زائدة وهرطقة يحسن الابتعاد عنها؟!
هناك جانب من الفلسفة يُسمى "فلسفة العيش" أو "فلسفة فن العيش".. من أشهر فلاسفته: أفلاطون، جلال الدين الرومي، سبينوزا، شوبنهاور، نيتشه. والهدف منها استعادة القدرة على الحياة البسيطة. حياة بأقل قدر ممكن من الشقاء والألم. حياة نتصالح فيها مع قدرنا الخاص. حياة نكون فيها أنفسنا لا ما يريده الآخرون لنا. حياة نسيطر فيها على أنفسنا بشكل جيد. حياة نصنع فيها المتعة بأقل الأشياء.
في هذا المقال نرشح لك أبرز الكتب في مجال "فلسفة العيش" لنرى معًا: كيف يمكن للفلسفة أن تساعدنا في حياتنا؟


 ما الذي يمكن أن تقوله الفلسفة لمن يعيش الحياة في ظروف شديدة القسوة والضراوة؟‏‫ لدينا أحبّة يتعذبون بفعل نوائب الدهر ومصائب الزمن، فبعضهم يتلظى بلهيب داء فتّاك في ظروف إنسانية شديدة القسوة، وبعضهم يواجه آلام الإفلاس والخيبة والخذلان، وبعضهم نجا من جحيم عنف همجي وخرج منهَكًا يكابد من أجل البقاء، وبعضهم يرى نوائب الدهر تخيّب آماله وقد صار في أرذل العمر، وبعضهم يُحتضر بلا عزاء… فهل للفلسفة ما تقوله لهؤلاء؟!‏‫ الجواب هو نعم. وهذا ما سأحاول البرهنة عليه.
 هل الفلسفة من التعقيد بحيث يفضل ألا نطرق بابها، أو هي سفسطة لا تفيد بشيء، أو أن الفلاسفة هراطق زنادقة ينجو من يبتعد عن دربهم؟
هل الفلسفة مجرد تأملات يتم التعبير عنها بلغة يشق على البشر سبر أغوارها؟
كيف تكون الفلسفة متعالية على من يسعى إليها، في حين أنها شكلت الأساس الأول للفكر الإنساني، ومنها تفرعت علومه الأخرى؟
والجواب: إن الفلسفة هي الطريق لتعرف نفسك، هذا ما قاله أب الفلسفة وشهيدها الأول: سقراط: «اعرف نفسك بنفسك».
حين تعرف نفسك تستطيع أن تواجه سطوة مشاعر الخوف والحزن والغضب التي تفضي إلى سوء التصرف، ومن ثم تعريض النفس للمزيد من الخطر.
 كيف تندمج بسهولة وسط مجموعة من الناس؟ كيف تتعامل مع العنف؟ كيف تتأقلم مع فقدان شخص عزيز؟ مثل هذه التساؤلات حاضرة في حياة معظمنا، وهي جميعها ترجمات متعددة لسؤال واحد كبير: كيف نعيش؟
كتب مونتاني تأملات حرة لأفكاره وتجاربه كما لم يكتب أحد من قبل.. بعد أكثر من أربعمئة عام لا تزال الناس منجذبة إلى قراءته بفعل سحره وصدقه.. القراء يسعون إليه طلبًا للرفقة والحكمة والتسلية، وأيضًا كي يتواصلوا مع أنفسهم، وهذا ما سنجده في هذه السيرة الملهمة..
إنه كتاب عن الفقدان، وعدم القلق من الموت، وعن الحب، فـ "الحب عظيم لأنه سر يصعب فهمه.. إذا دق قلبك بعاطفة عصية عن الوصف.. ادخل" وعن الصحبة: "وُلدت للصحبة والصداقة"، وعن المودة: "المودة، كلمة صغيرة لكنها ذات كثافة لا نهائية.. تسهم في تحسين عيش الناس أكثر من الشفقة، والأعمال الخيرية والتضحية بالنفس". وعن بهجة المعرفة: "إذا لقيت صعوبة في القراءة، لا أقضهم أظافري، بل أضع ما أقرأه جانبًا. لا أفعل شيئًا من دون بهجة"
إنه كتاب حاضر في كل زمان ومكان، هكذا قيل عنه دائمًا وعلى مدى قرون. واليوم، ونحن نعيش جنون القطعان التي تندفع خلف تعصباتها، نراه حاضرًا أيضًا: "كم يلزم من الشجاعة والإصرار، للحفاظ على الذات في زمن يسوده جنون القطيع؟".
 إن كنّا نميل بحكم الطبيعة أو القَدَر لأن نكون سعداء أو تعساء، فهل يمكن للتفكّر في السعادة أن يُساعدنا على أن نكون أكثر سعادة؟ أنا شخصيًا أعتقد ذلك. تُظهِر التجربة، التي يؤكدها العديد من الأبحاث العلمية، أننا نتحمّل بعض المسؤولية في أن نكون سعداء (أو في ألا نكون). هكذا تفلت السعادة منّا وتعتمد علينا في الوقت نفسه. نحن لدينا إذًا مَلَكةُ إمكانية زيادة قدرتنا على أن نكون سعداء عبر استخدام عقلنا وإرادتنا (من دون أن يكون النجاح مضمونًا لنا بذلك على أي حال). ولأنهم مسكونون بهذه القناعة، فقد ألّف العديد من الفلاسفة كُتبًا في «الأخلاق» مُكرَّسة لما يمكن أن يقودنا إلى الحياة الأفضل وإلى أوفر سعادةٍ مُمكنة. ولكن، من جانبٍ آخر، أليستِ السعادة هي السبب الأساسيّ لوجود الفلسفة كما يُذكِّر بذلك أبيقور، عندما عرّف الفلسفة بأنها «نشاطٌ يضمن لنا الحياة السعيدة عبر الجدل والمحاكمات العقلية».

 

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024