سنبدأ حكايتنا من المخالب التي تنشبها العاطفة في الصدور، وتشوه بها الوجوه. هذه العاطفة التي صورناها كقطة بخاصرة رشيقة وذيل ورأس، بدأت ككل حيوانات العالم؛ برية، وشرسة، وغير مروضة، تملك في نهايات أطرافها مخالب فتاكة، تأبى أن تستقر تحت قدميك، لكنها لا تكف عن المواء المهدد، وخمش كل يد تحاول أن تربت على رأسها.
العاطفة قطة أغلقنا في وجهها الأبواب كي نحمي أنفسنا من مخالبها، وصرنا نقفز في المقهى مفزوعين إن هي فاجأتنا بين المقاعد تتلمس الدفء، فشهرت مخالبها دفاعًا عن نفسها، فزاد رعبنا منها، ولجأنا إلى مقاه لا تسمح بدخول القطط.
العاطفة ليست سوى قطة، ترتجف إلى البرد، تبحث عن الدفء بكثير من الشك، والتحفز.
من هذه النقطة نبدأ حكايتنا الدافئة الكسولة عن عالم العواطف الموحش، عن الألم الذي ينفرد بنا في أسرتنا ليلًا، ويحرك – من خلف ستار داكن – عرائسنا المتحركة على مسرح الحياة؛ يرفع هذه اليد لتسدد ضربة، وتلك الأخرى لتربت على كتف. يدفع هذه القدم صوب حبيب. ويسحب تلك الأخرى من مواجهة موقف. يهز هذا الرأس بتفهم. ويشيح بذاك الآخر غضبًا.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778172232
-
السلسلة
-
سنة النشر
2021
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
167
-
-
-